أسطورة التاريخ

تحكي لي جدتي يوميا عن أسطورة تدعى أسطورة التاريخ وعن قلعة وأبواب وممرات فقررت عيش المغامرات وذهبت لزيارتها
دخلت قلعة الزمن وعبرت ممرات الصبر لأصل إلى غرفة الحقيقة وأمسك كتاب الواقع.
بدأت أقرأ فيه إلا أن وصلت إلى تلك الصفحة فقد ظهر نور مشع ثم وجدت نفسي داخل صفحات الكتاب بدأت بالصراخ ولم يطل الأمر حتى بدأ قلبي يشعر باليأس والحزن وبدأت أأنب حظي السيئ وفضولي لدخول هذا الكتاب ومن بعد ذلك وقررت أنني لن أدخل أماكن كهذه مرة أخرى بل سأبقى بالبيت دائما بعيدا عن المصاعب ثم أصبحت عيوني تذرف دمعا إلا أن جاءني فتى وأخذ بيدي وقال لي أتبعيني لأخبرك قصة هذا الكتاب لم يكن أمامي خيار أخر
بدأ حديثه فقال: هذا الكتاب يحكي عن فتى شجاع صارع الألم وجفف الدموع وأنقذ الناس فقط بحكمته لا بقوته
"كيف له ذلك"قلت. فرد علي انتظري فقط وستعرفين كل ما تريدينه
في قديم الزمان كان هناك ملك له ابن صغير وكان الابن يعتقد أن جوهر الحياة هو الرضا وجوهرة الرضا هي القناعة كبر البن وأصبح أميرا يتعلم ويكتشف الحقائق شعبه وذات مره أحب أن ينزل إلى القرية ليتعرف على أحوال الشعب ومحنهم
تنكر بزي فلاح عادي وخرج من القلعة ذهب للمخبز ليتذوق طعام الخباز اللذيذ وحلوياته الشهية دق أميرنا الباب برفق ودخل نظر يمينا ويسارا "ما هذا إن المخبز فارغ" قال الأمير. فرد عليه الخباز: لم يصلنا قمح ولا سكر منذ مرور تلك العاصفة _عاصفة مرت بالقرية منذ أكثر من شهر_ فكيف لنا أن نصنع الحلويات والخبز؟
فقال الأمير: وماذا ستفعل؟ فمخبزك فارغ وليس عندك ما تبيعه.
رد البائع: بل عندي فأنا سأبيع المحل بأكمله فأنا فقدت عملي.
رد الأمير المتنكر:حتما سيوجد حل لهذه المشكلة أنا ذاهب لأرى الأمر وأعدك أنني سأجد الحل وسيعود عملك قريبا.
وبعد أن خرج الأمير من المخبز ناله العجب فلماذا توقف المزارعون الفلاحون عن العمل منذ حدوث العاصفة فقد مر على حدوثها ما يزيد عن شهر ولماذا لم أكن على علم بما يحصل وكيف توافر الخبز في القصر؟؟؟
أسئلة بدأ الأمير يطرحها على نفسه وهو في الطريق وحين وصل بدأ يشك أنه المكان الصحيح فبدل أن يرى أرض خضراء وحيوانات ترعى ويشم الهواء النقي لم يرى إلا أرض قحله وأصوات الغربان.
رأى بيت صغيرا على أطراف المزرعة فقرر الذهاب إليه.
دق الباب ففتح له فتى صغير رحب به وأدخله المنزل فصرخ عليه أبوه وقال له:ألم أقل لك أننا لا نستقبل الغرباء؟ فقال الفتى:آسف يا أبي.فقال الأب: وأنت ماذا تفعل هنا ما الذي أتى بك إلى مزرعتي؟
فرد الأمير:تقصد ما تبقى من مزرعتك على أي حال كنت ذاهبا للمخبز فلم أجد عندهم أي شيء فقيل لي أنه هذا لأنكم لا تمدونهم بالسكر والطحين. فرد الرجل عليه قائلا: في الحقيقة بعد حدوث العاصفة تحطمت آمالي فقلت لنفسي لماذا أزرع وقد تأتي عاصفة بعد سنوات. رد الأمير:حجتك أقبح من ذنب فلو أصبحنا جميعنا نخاف المخاطر ونخاف من العواقب فلم نكن تقدمنا ولا خطوة واحدة في الحياة لو خفت أنت وخفت أنا وخاف الصانع وخاف البائع فكيف لنا أن نعيش. لم يقتنع الفلاح بكلام أميرنا فأتخذ الأمير الحل الوحيد وأخذ بالفلاح إلى قلعة بعيدة كان يحكي عنها الجميع ولكن عبثا فلم يجدها أحد كانت تلك القلعة تسمى قلعة الزمن دخلوا إليها فمر الأمير بممرات الصبر لأنه يصبر دائما أما الفلاح فلم يستطع فطلب الأمير من روح القلعة أن تدخل الفلاح و وعد الأمير روح القلعة بأن الفلاح لن يخرج إلا وهو إنسان آخر وافقت روح القلعة وعبر الفلاح الممرات إلى أن وصلوا لغرفة الحقيقة واجه الفلاح بعض الصعوبات في فتحها بل لم يتمكن من فتحها إلى أن ساعده الأمير ودخلا الغرفة. أمسك الأمير بكتاب الواقع وأعطاه للفلاح وبدأ الفلاح بقرأته إلى أن حدث معه نفس الذي حدث معكِ فقد فتح الكتاب وحبس الفلاح في صفحاته. ورأى قصة تحكي عن الخوف واليأس والصراخ وأن الإنسان لا بد له من المخاطرة فلو بقي خائفا لظل نفس الإنسان الحجري ذلك بدون تقدم وبدون حضارة ولا اكتشافات واختراعات. بعد أن أدرك الفلاح الحقيقة وما أن أدركها حتى أستطاع الخروج من الكتاب ورأى الأمير وشكره على أعلامه الحقيقة فقال له الأمير المتنكر: أنا هو أمير هذه البلاد وهذا واجبي لأسعد بلادي وأجعلهم يعلمون أخطائهم وأصلحها لهم في بعض الأحيان.
فقالت روح القلعة لأنك خرجت من كتاب الواقع وتعلمت وصدقت الحقيقة وصبرت على الزمن وغدره فلك مفاجأة مني وهي أن تخرج من باب السعادة لتصعد على درج الرضا وتعيش في أرض القناعة.
وعاد الخبز للقرية وعاد للخباز عمله.
فسألت الفتى: لكن لماذا قصة الفلاح مختلفة عن قصتي ألم أدخل نفس القلعة وفي نفس الممر ومسكت نفس الكتاب؟؟
قال الفتى: نعم لكن الكتاب يعلمك ما تحتاجين إليه وليس مال تعرفينه وكان تصرفك عندما دخلتي الكتاب مشابه لتصرف الفلاح الذي قرر أنه لا يريد أن يجرب ويحاول بل سيبقى محبوسا في بيته إلى نهاية أجل.
رددت على الفتى: شكرا جزيلا لك درس رائع تعلمته، لكن ألا يفترض أن أخرج من الكتاب الآن؟
قال الفتى: إنكِ تخرجين الآن أنظري إلى نفسك بدأت تصبحين شفافة فستعودين إلى الغرفة ولا تنسي باب السعادة درج الرضا وأرض القناعة وداعا.
قلت له: وداعا وشكرا لك.
نعم ها هي أسطورة التاريخ


بكل فخر كتبت بقلم
hannah montana